الأربعاء، 20 أبريل 2011

من أسرار سحر الشخصية


الهدوء ؛
فالهادئ أعصابه وعضلاته مرنة شديدة ؛
وهي تحتفظ دوماً بتوازن عادي ؛
ودرجة معتدلة من الراحة والاسترخاء ؛


الهادئ يفكر باستقامة ؛ ولا يبذر طاقته الفكرية سدى .


استقامة الهادئ تبدو في عاداته ؛ وتتمثل في مسلكه اليومي ؛
فهو يبدأ عمله في ساعة موقوتة ؛ ويسير فيه دون إسراع ؛ ويشتغل بما يعود بالنفع عليه وعلى غيره ؛
وينال أقصى ما يستطيع من إنتاج بأقل ما يمكن من التعب .


الهادئ يفيد من أيام راحته وساعات فراغه؛
لأنه يعيش متملياً من حاضره ؛ ولا يرهق نفسه بأحزان الماضي ؛
ولا بمخاوف المستقبل .


الهادئ يمتنع بطبيعته من إظهار تبرمه في حضور الآخرين ؛
كما يمتنع عن إبراز انهماكه بهم . وهو يصغي لما يلقى إليه دون أن يبالغ في التعجب أو التواضع أو الامتنان أو أي رد فعل داخلي ؛

الهادئ يسيطر على ما قد يشعر به من فراغ صبر ؛ أو غضب ؛ أو حدة ؛

الهادئ يتكلم بدقة ووضوح وإيجاز ؛ وليس لكلامه تدفق العجول الذي يريد التخلص من عبء يرهقه ؛ ولذا ؛
يفهم كلامه كل من يسمعه .


حضور الهادئ يشيع الطمأنينة في نفوس الحاضرين ؛ ويجعلهم يشعرون معه بأنس ؛ وإقبال على الحياة .


لا يتقبل الهادئ شيئاً مما يعرض عليه من أفكار وآراء ؛ إلا ويجيل النظر فيه ؛ ويتثبت من صحة ما يوحى إليه ؛


المفاجآت ؛ والمعاكسات ؛ وخيبة الأمل ؛ والصدمات وما إليها ؛
من الأحداث لا تفصله عن الحياة ؛
أشياء لا تزعزع كيانه ؛ ولا تضعضع توازنه . إذا حدث للهادئ خطب رهيب يشل جهود أعوام أو يقضي على آمال جسام ؛ لا يذهب به الحزن في مجاهل لا رجعة له منها ؛
ولا يوغل به العذاب في عتمة التشاؤم الخاذل المخذل ؛
وإنما يحتفظ بثقة في نفسه ؛
ويستجمع قواه لتلافي النتائج السيئة ؛
وبناء مستقبل يرضى عنه .


الهادئ يتألم موضوعياً لا ذاتياً ؛
بمعنى أنه لا يعطف على نفسه في الملمات الكبار ؛
ولا يحنق من أجلها ؛
وإنما يعيد النظر دوماً في الماضي ؛ وبكل روية وأناة ؛
إلى أن يستعيد قوته رويداً رويداً ؛ وتشتد معنوياته ؛
فيستأنف خوض معركة الحياة وهو مسلح بالعبر الماضية ؛
والمواقف السابقة ؛
حتى إذا واجه معارك جديدة ؛
قال في نفسه : -
"
لقد عرفت غيرها من قبل ! " ؛




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق